ما حكم طاعة ولي الأمر عند ابن باز، ولي الأمر مصطلح قرآني نبوي علمي معناه في اللغةً : صاحب الحكم، الذي بيده الأمر، فالعلماء: أولياء أمورِ الدين، والحكام: أولياء أمور الدنيا. بمعنى: أن الذي يقوم بأمرِ الدين تحليلاً، وتحريمًا؛ بيانًا لحكم رب العالمين؛ هو العالِم؛ فهو ولي الأمر في هذه الجهة،بالمقابل: فإن الحاكم الذي يقوم بأمرِ الدنيا، وله الكلمة النافذة في الناس؛ يأمر بسجن هذا، ويأمر بإكرامِ هذا، ويذهب بهذا، ويأتي بهذا، وبيده السلطة والسلطنة؛ هذا ولي أمر.ويتساءل البعض عن حكم طاعة الحاكم عند ابن باز، وما هي الأمور والضوابط التي أباحها لعصيان الحاكم، وهذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال.
- أكّد الشيخ ابن باز على وجوب طاعة الولي، ووجوبها إذا كانت في الأمر بالمعروف. بل شدد على أن واجب قدرة الولي على أن يصحبه الخير ليس معصية، فلا يطاع الحاكم الذي يأمر بعصية الله – سبحانه -.
- ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة النساء الآية 59
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.
- وقد أوضح ابن باز وجوب التمرد على الحاكم في حالة الأمر بالعصيان، فيتمرد المسلمون عليهم، وهذا ما ورد عن محمد صلى الله عليه وسلم.
- عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – عن سيدنا محمد قال (من رأى من سلطانه ما يكرهه فليصبر عليه، فلا أحد يفصل عن الجماعة شبرًا ويموت، جاهل).
- وروى عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – عن رسولنا الكريم، أفضل الصلاة والسلام، قال “السمع والطاعة حق على الإنسان في ما يحب أو يكره ما دام”. لا يأمر بالعصيان.
- وروى أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – قال (اسمعوا وأطعيوا، وإذا استخدم عليكم عبد حبشي كأن رأسه. زبيب).
- – التأكيد على أن طاعة الحاكم في الأعمال الصالحة تهدف إلى استقرار البلاد وبث الأمن، بحيث تحمي طاعة الحاكم الناس من الفتنة.
- قال بن باز سبب منع العصيان على الحاكم
- الانحراف عن الولي سبب فساد المجتمع.
- ويترتب على فساد المجتمع ضياع الحقوق وزعزعة أمن المجتمع والوطن.
من هو الولي الذي يجب طاعته

كما أوضحنا في الفقرة السابقة، أمر ابن باز بطاعة الولي وعدم معصيته، لكنه حدد شروطا لذلك. بل أكد على جواز عصيان الولي أو الولي إذا دعا إلى معصية الله تعالى، فلا طاعة في معصية الله، ولكن هل نعلم من هم المسؤولون عن الأمر الذي يجب أن نطيعه ولا نطيعه؟ تحيد عنهم، هذا ما سنتعرف عليه خلال هذه الفقرة.
- قال ابن باز إن الحكام الذين يجب على المسلمين طاعتهم وعدم التمرد عليهم هم
- العالمين.
- الأمراء.
- حكام مع سلطة.
- الولي الواجب طاعته هو المسؤول عن شؤون المسلمين، وقال البعض إنه مسؤول عن شؤون الدين الإسلامي فقط ؛ لأن ذلك أمر المسلمين، وليس للمسلمين أمر غير أمره. دينهم.
- ويقول بعض العلماء إن الولي على غير الدين ليس وليا للمسلمين. يحكم بالنظام الدستوري أيا كان اسمه. ومنهم من يحكم وفق النظام الدستوري، أو النظام الديمقراطي، أو النظام الاشتراكي، وهؤلاء ليسوا أوصياء على المسلمين.
- لأن الولي هو الذي يحكم بالشريعة الإسلامية، والذي يدعو بكلمة الله في الحكم بين المسلمين.
أحكام الشريعة لطاعة الحاكم

ولكي تطيع الولي، كما أكد العلماء، يجب أن يلتزم بقواعد الدين لطاعته وعدم الانحراف عنه.
- أن تقف الأمة وتحكم بين المسلمين في كتاب الله وسنة رسوله.
- أن يأمر المسلمين بعمل ما شرعه الله للمسلمين، فلا يأمرهم في معصية الله.
- أن تكون وصيته ما يقتضيه العلم، وأنه يفيد الإسلام والمسلمين ولا يضرهم.
- أن تكون أوامره مرتبطة بالمصالح العامة للمجتمع.
- أن تكون أوامره في حدود قدرة المسلمين وقدرتهم على تنفيذ تلك الأوامر.
هل يجوز التمرد على الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله

بعد أن علمنا أن طاعة الحاكم واجبة على المسلمين ولا يجوز التمرد عليه، لكن عدم التمرد على الحاكم وطاعته لا يعني الطاعة في المعصية ولا يعني المساومة والسكت عن الشر ديننا. هو دين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
في حكم الثورة على الحاكم فرق بين علماء الدين، فمنهم من أباح التمرد عليه ومنهم من منعه، وفيما يلي نتعرف على حكم الثورة على الولي والوالي الذي لا يحكم. بشريعة الله بالتفصيل. يوجد اختلاف.
الرأي الأول

- الحكم بغير شرع الله كفر وهذا ما يؤكده قوله تعالى في سورة المائدة الآية 44
- {ومن لم يدين بما أنزل الله فهؤلاء هم الكفار}.
- يقول ابن عباس في شرح الآية السابقة
- (من أنكر الحكم بما أنزل الله فقد كفر، ومن أكده ولم يقضيه فهو ظالم فاسق).
- يقول عطا بن أبي رباح في شرح الآية
- (كفر بغير إيمان، وظلم بغير ظلم، وفسق بغير فاحشة).
- يصدر الحكم بغير شريعة الله في الأحوال الآتية
- الحكم بغير ما شرعه الله، واعتقاداً بجواز حكمه به.
- الحكم بغير ما أنزله الله وإيمانه بأنه خير من حكم الله.
- الحكم بغير ما أنزله الله لأنه يؤمن بأنها مساوية لحكم الله.
- حكم بغير شرع الله مع العلم أن هذا لا يحل له، وأنه معصٍ لأمر الله ورسوله.
- الحكم بغير ما قدر الله لأسباب أخرى كثيرة، منها
- الحصول على رشوة.
- الرغبة في الطاعة العمياء لجنوده.
رأي ثاني

- التمرد على الحاكم، وإن كان يحكم بغير شرع الله، من وجهة نظر العلماء، وهذا يتوقف على بعض الأمور.
- فإن كانت الأمة قوية وقادرة على الوقوف في وجه الولي وإلغاء الحكم الباطل وجب عليها ذلك.
- ولا يجوز للناس ولعامة الناس أن يتمردوا على الحاكم، لأن التمرد على الحاكم في هذه الحال يفسد ويضر، لا إصلاحا ولا ينفع.
- في التمرد على الحاكم أو الولي إذا حكم بغير شرع الله، يجب على المسلمين طاعته إذا كان حكمه لا يخالف شرع الله، ولا يطيعه إذا أمر بمعصية الله حتى يتمكنوا من ذلك. إحضار وصي بدلا منه.
- أجمع العلماء على أنه لا يجوز التمرد على الحاكم تنفيذاً لمبدأ إزالة المنكر بشيء أسوأ منه. بل يجب إزالة الشر بما يزيله أو يقلله أو يخفف منه.
- وذلك لأن التمرد على الحاكم في هذه الحالة يؤدي إلى انتشار الفساد وظلم الناس وفقدان الأمن.
- وهنا يجب على المسلمين أن يصبروا ويطيعوه في المعروف فقط، لدرء المنكر عن المسلمين وحفظ الأمن والأمان لهم.
ما مساوئ الخروج على ولي الأمر

وبعد أن علمنا أنه لا يجوز التمرد على الحاكم، ولكن يجوز عدم طاعته إذا كان رأيه مخالفًا لشرع الله، وهذا هو الرأي الذي أجمع عليه أكثر العلماء.
- وهو مخالف لأوامر الله تعالى ورسوله.
- وينتج عنه خلل في شؤون الدولة ضياع الحقوق وانتشار الفساد وانعدام الأمن.
- تفكك المجتمع وانتشار الفوضى في البلاد وجعل الوطن تحت سيطرة الأعداء.
المجتمع السعودي بكل طوائفه يرفض التمرد على الحاكم حتى لو أمر الحاكم وحكم مخالفة لأوامر الله. إنهم يتبعون ما شرع الله ولا يطيعونه فيما حرم الله.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن ولي الأمر، ومفهومه في اللغة والاصطلاح، وحكم طاعة ولي الأمر عند ابن باز، وتطرقنا إلى موضوع الخروج عن ولي الأمر وحكم هذا الفعل في الإسلام وبيّنا آراء أهل العلم في هذا الموضوع، ثم تطرقنا إلى مساوئ الخروج عن اولي الأمر،
وعرضنا أحكام الشريعة الإسلامية لطاعة أولي الأمر.
المراجع